لماذا لم يتحدث “جو بايدن” وليس “جون بايدن” عن قضية الصحراء المغربية في خطابه الأخير للسياسة الخارجية؟

هيئة التحرير7 فبراير 2021
لماذا لم يتحدث “جو بايدن” وليس “جون بايدن” عن قضية الصحراء المغربية في خطابه الأخير للسياسة الخارجية؟
في خطابه الأخير للسياسة الخارجية، لم يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن (وليس جون بايدن) عن قضية الصحراء المغربية، ولم يلمح إلى الموضوع نهائيا، وهو مايؤكد ما ذهبنا إليه في تدوينات سابقة، أن الإدارة الأميركية الحالية أمامها ملفات أكثر أهمية.
كيف أكثر أهمية؟ الوضع في الأقاليم الجنوبية عادي جدا، لا وضع إنساني صعب، ولاحرب خلفت الدمار كما في اليمن، ولا لاجئين كما في سوريا ولا وضع استثائي يدعو لتحرك عاجل.
كما قلنا أكثر من مرة، الجزائر حاولت بيع هذه الصورة منذ سنوات، عبر “اختطاف” مغاربة وخلق مخيم وتطعيمه بجزائريين وتشاديين و… لتسويق فكرة الوضع المأساوي الذي يحتاج تدخلا دوليا لوضع حد له.
اشتغلت معها بعض المنظمات غير الحكومية، نقلت الوضع الكارثي الذي يعيشه المغاربة المختطفون ومعهم الجزائريون وغيرهم، لكن السحر انقلب على الساحر.. فأصبح التوجه يطرح أسئلة محرجة للنظام الجزائري تخص توفير الحد الأدنى من العيش الكريم.
نفس التفكير ظل عند النخبة التي تتحكم في العسكر، حاولت الضغط بالحرب والوضع غير الآمن، لكن لم تجد من يدعم هذا الطرح لا سياسيا ولا إعلاميا فظلت معزولة عن التطورات الدولية.
بل على العكس من ذلك، في توصيات الخارجية الأميركية، نصحت بتوخي الحذر في الجزائر لأن الوضع غير آمن، إلى جانب ليبيا، في حين يمكن للأميركيين زيارة المغرب وتونس باعتبارهما آمنين، وهو ما يعنيه نسف كامل لما حاولت الجزائر بيعه للعالم بأدوات جد متخلفة، على رأسها وكالة الأنباء.
الوضع في الأقاليم الجنوبية، عادي جدا، بل شرعت بعض رؤوس الأموال بالتحرك لخلق الثروة هناك، وهو ما يعنيه أن هذا الملف ليس على درجة عالية من الاستعجال، بل ويؤكد أن الإدارة الأميركية الحالية لها موقف متناغم مع الإدارات السابقة في دعم الحكم الذاتي، باعتباره أقصى ما يمكن للمغرب تقديمه.
الضغط الأميركي، سيكون حول صيغة هذا المقترح.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة