مصلحة المغرب فوق كل شيء

هيئة التحرير30 يناير 2021
مصلحة المغرب فوق كل شيء

نشاهد هذه الأيام فيديوهات كثيرة لمحللين مشارقة تتحدث عن حرب في الأقاليم الجنوبية للملكة، وعن تراجع أميركي بسيادة المغرب على صحرائه، وأبرز هؤلاء المدعو عبد الباري عطوان.

الرجل لا يدخر أي فرصة لتسويق فهمه الخاطئ للوضع والمنطقة، عبر مقاطع فيديو وعبر موقعه.

فعوض التركيز في تجميد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، باعتباره فلسطينيا أولا، يركز أكثر من ذلك على تجميد أو سحب الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء.

مثل عبد الباري في المشرق، يستدعون نفس الأدوات التي يستعملون في قراءتهم للأحداث في المشرق، والحال أن استدعاء نفس الأدوات لا ينتج فهما جيدا للوضع أو أن هناك من يحركه مقابل دولارات من جهة معينة.

البوليساريو حاولت ومعها الجزائر بيع “حالة الحرب”، كنتيجة للقرار، وأن التوجه الأميركي يهدد أمن واستقرار المنطقة، لكن فشلت في إيجاد “مشترين” للحالة، وإقناع العالم أن هناك حربا فعلا، فلو كانت كذلك لما استطاع شينكر التنقل من العاصمة نحو العيون والداخلة.

الواقع اليوم، علم أميركا يوجد بالجنوب، أي أرض أميركية بأرض الصحراء المغربية، وما يعنيه ذلك من تفاصيل، ودعم سياسي واقتصادي.

والذي تابع الندوة الصحافية لوزير الخارجية الأميركي الأخيرة، عند سؤاله عن صفقات الأسلحة والاعتراف الأميركي بالمغرب، سيقف عند نقطتين مهمتين.. أولهما تفادي الوزير الإجابة عن الاعتراف، والثاني ذكره لصفقات السلاح الخاصة ببلدان عربية دون الإشارة إلى المغرب، أي أن صفقات السلاح مع المغرب تدخل ضمن استراتيجية الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، ولا تخالف السياسة الجديدة للخارجية الأميركية.

في اعتقادنا، أن القرار الذي اتخذت الدولة المغربية، جنب المنطقة حربا، كانت هي الخيار المتاح بعد أزمة الكركرات، لكن الاعتراف الأميركي والتحالف الجديد خلط الكثير من الأوراق، ودفع بالجزائر نحو العزلة، أفريقيا وعربيا ودوليا.

ربما عقل الدولة في المغرب، وضع كلفة الاتجاهين في تقديره، فذهب التقدير إلى تحمل الكلفة السياسية، عوض كلفة الحرب، في سياق اقتصادي صعب مرتبط بتداعيات كورونا.

صحيح، أن استدعاء المبادئ في العلاقات الدولية هو خطاب رومانسي، لكن تبقى هناك مساحة التزام وسطر عليها بخط حمر.

المغرب جرب الحرب والسلم، ومن حقه الدفاع عن مصالحه باستحضار جميع الأوراق المتاحة، دون المساس بمصلحة قضايا أخرى يعتبرها قضايا مبدئية، ولا تقل أهمية عن قضاياه الوطنية.

هناك ترتيب جديد في عالم ما بعد كورونا، والمغرب بحث ويبحث عن تموقع جيد يحمي به مصالحه ضمن هذا الترتيب الجديد، وله ما يكفي من الأوراق التي يمكن استخدامها في محطات مهمة ستعرفها القضية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة